إذا كنت على وشك البدء في تنفيذ مشروع استثماري، فمن المؤكد أنك ترغب في معرفة التكلفة والعائد لضمان أمان الاستثمار في هذا المشروع، بهدف اتخاذ قرار سليم بشأن تنفيذه. وهنا تأتي أهمية دراسة الجدوى الاقتصادية، التي توفّر لك نظرة شاملة على المشروع وعلى القطاع الاستثماري أو الصناعي الذي ينتمي إليه. تساعدك دراسة الجدوى أيضًا على تحديد الاتجاهات الرائدة داخل السوق المستهدفة، إلى جانب قياس الطلب العالمي على المنتجات المرتبطة بمنتجات مشروعك، والتعرف على أهم المنافسين الرئيسيين، وتقدير قيمة الصادرات وأبرز الدول المستوردة للمنتجات ذات الصلة بالمشروع قيد الدراسة. كل هذا يساعدك على فهم الفرص المتاحة ومدى الطلب على منتجات المشروع، ويتم ذلك من خلال دراسة الجدوى التسويقية.

أمّا في مرحلة الدراسة الفنية، فيتم تحليل ودراسة كل العناصر اللازمة لتحويل المواد الخام إلى المنتج النهائي. وفي مرحلة الجدوى المالية، تُقدّر الإيرادات والتكاليف وتُجدول ضمن إطار زمني محدد.، بجانب الدراسة التنظيمة الإدارية التي تهتم بوضع المعايير الأساسية للهيكل الوظيقي؛ لذلك تعتبر دراسة الجدوى الاقتصادية هي المؤشر الذي يضمن للمستثمر ورائد الأعمال تحقيق العوائد المالية.

ما هي دراسة الجدوى الاقتصادية؟

تُعد دراسة الجدوى جزءًا لا يتجزأ من العملية الاستثمارية، وهي دراسة تحليلية تهدف إلى تقييم الجدوى الاقتصادية للمشاريع الاستثمارية، سواء كانت قائمة بالفعل أو على وشك التنفيذ. بمعنى آخر، تعتمد هذه الدراسة على تقييم التكلفة والعائد، وجدولتهما ضمن إطار زمني محدد، كما تساعد في تحديد درجة المخاطرة المرتبطة بالاستثمار في مشروع معين، تتكون دراسة الجدوى من عدة مراحل أو مكونات، وهي: الدراسة التسويقية، الدراسة الفنية، الدراسة المالية، الدراسة القانونية، الدراسة التشغيلية، الدراسة الاجتماعية، الدراسة البيئية، والدراسة الإدارية والتنظيمية. يقوم فريق متخصص بتنفيذ كل مرحلة من هذه المراحل.

في النهاية، وبعد الانتهاء من جميع المراحل، يمكن تحديد مدى صلاحية المشروع للتنفيذ على أرض الواقع، سواء من الناحية الفنية أو المالية. يتم اتخاذ القرار النهائي بناءً على ما إذا كانت الدراسة توضح أن العائد على الاستثمار يبرر الحاجة إلى إنشاء المشروع.

أهمية دراسة الجدوى الاقتصادية

تعتبر دراسة الجدوى الأداة التي يمكن من خلالها جذب الممولين، بالإضافة إلى تحديد المخاطر التي قد يتعرض لها المشروع الاستثماري، وتوضيح الأسلوب المناسب لإدارة المشروع. كما تساعد على وضع خطط تسويقية تضمن فهم السوق بطريقة احترافية، وتحديد .احتياجات المشروع من أدوات ومعدات، بالإضافة إلى ذلك، تقدم دراسة الجدوى حلولًا ممكنة للتحديات التي قد يوجهها المشروع، وتمنحك فرصة للتوقف عن العمل في المشاريع التي لا تحقق أرباحًا، قبل إنفاق الكثير من الوقت والمال عليها

ما هي الثلاثة مراحل الرئيسية التي تمر بهم دراسة الجدوى الاقتصادية؟

الدراسة التسويقية

تعد هذه المرحلة أولى مراحل دراسات الجدوى، حيث تبدأ بجمع كمية كافية من البيانات حول السوق المستهدف. تتضمن بيانات السوق جميع التفاصيل المتعلقة بنوع الصناعة، واتجاهات السوق، والمنافسين المباشرين للمشروع قيد الدراسة، بالإضافة إلى معلومات شاملة حول الجمهور المستهدف بمنتجات المشروع، تركز هذه الدراسة بشكل أساسي على تقدير حجم المبيعات المحتملة للمشروع من خلال تحليل البيانات اللازمة لتحديد الفجوة بين العرض والطلب الكلي في السوق، ثم تقدير الطلب المتوقع على منتجات المشروع، بعد الانتهاء من هذه الدراسة، يتم التوصل إلى إجابة للسؤال الأساسي الذي تهدف الدراسة التسويقية إلى الإجابة عنه: هل هناك حصة سوقية لهذا المشروع؟ وهل توجد فجوة بين العرض والطلب يمكن لمنتجات المشروع سدّها؟ إذا تبين أن هناك طلبًا كافيًا على المنتجات وحجم مبيعات مجديًا، يمكن الانتقال إلى المرحلة التالية من الدراسة، وهي الجدوى الفنية.

الدراسة الفنية

تُعد هذه المرحلة الثانية في ترتيب خطوات الدراسة ، وتهدف إلى إحصاء كافة عناصر الإنتاج والعوامل المؤثرة على العملية الإنتاجية، إلى جانب الظروف المحيطة بالمشروع. كما تتضمن جدولة العملية الإنتاجية وتحديد الطاقات الإنتاجية خلال العمر الافتراضي للمشروع، تشمل هذه الدراسة مناقشة جميع الجوانب المتعلقة بالموقع، وتخطيط المباني وتقسيمها، إضافة إلى خطوات استخراج التراخيص والمدة اللازمة لذلك. يتم أيضًا تقدير احتياجات المشروع من المواد الخام، الآلات، المرافق، خطوط الإنتاج، والأيدي العاملة، الهدف الأساسي من هذه المرحلة هو التأكد من قدرة المشروع على تحقيق حجم الإنتاج الذي تم تقديره في الدراسة التسويقية، من خلال دراسة وتحليل جميع العناصر المسؤولة عن الإنتاج، وضمان توافر كافة متطلبات المشروع لإنتاج المنتج النهائي.

الدراسة المالية

تأتي الدراسة المالية في المرتبة الثالثة ضمن دراسات الجدوى الاقتصادية، وذلك لاعتمادها على نتائج كل من الدراسة التسويقية والدراسة الفنية. تُستخدم نتائج الدراسة التسويقية لحساب الإيرادات عبر تقدير الطلب والمبيعات المتوقعة، بينما تُسهم نتائج الدراسة الفنية في حساب التكاليف والعائد على الاستثمار، بشكل عام، تُوظَّف هذه المعلومات لتقدير حجم المبيعات اللازم لتحقيق مقدار معين من الأرباح والوصول إلى نقطة التعادل، وكذلك لتحديد فترة استرداد رأس المال خلال مدة زمنية محددة. يمكن القول إن هذه المرحلة تركز على أربعة محاور رئيسية، وهي: رأس المال اللازم للبدء، التدفقات النقدية والسيولة، مصادر التمويل والهيكل التمويلي الأمثل، وأخيرًا، الربحية أو العائد على الاستثمار في المشروع.

دراسة جدوى

ختاما

تعتبر دراسات الجدوى الاقتصادية الخطوة الأساسية لتطوير الأعمال القائمة بالفعل، والأداة الرئيسية للتأكد من جدوى المشاريع أو الأفكار التي على وشك الإنشاء. لهذا السبب، يعتمد المستثمرون عليها كأداة تحليلية أولى لاتخاذ قرارات الاستثمار، نظرًا لاعتمادها على مصادر موثوقة ومعلومات دقيقة، مما يجعل نتائجها موضوعية ودقيقة في تحديد إمكانات نجاح أي مشروع مقترح.

تتكون دراسة الجدوى من عدة مراحل، وقد استعرضنا في هذا المقال أهم ثلاث مراحل أساسية يجب أن تمر بها دراسات الجدوى الاقتصادية. للحصول على دراسة جدوى دقيقة وشاملة، تواصل معنا الآن عبر الوسائل التالية:

راسلنا على الواتس اب